إعادة ترتيب أدوات الصراع في اليمن.. التداعيات والاحتمالات

 إعادة ترتيب أدوات الصراع في اليمن.. التداعيات والاحتمالات 

يحيى أحمد ابوالرجال -(الوفاق نيوز): تسارعت الأحداث في اليمن، والمنطقة الجنوبية على وجه التحديد، ويعلم الجميع بأن الرؤية الامريكية ( رؤية اوباما - كيري ) للحل في اليمن تقوم على معادلة اقتسام النفوذ بين ايران و السعودية في اليمن، و هذه الرؤية ليست جديدة فقد اعلنها اوباما مرارا اثناء فترة رئاسته الثانية وكانت البند الاساس في مبادرة كيري المعروفة. 

بعد فوز  الجمهوري ترامب في انتخابات الرئاسة الامريكية عام 2016م ثم قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي تراجعت حظوظ تلك الرؤية  ( اقتسام النفوذ في اليمن ) لكنها لم تنتهي لاسباب كثيرة اهمها فشل المعارضين لتلك الرؤية - السعودية - في احداث اي تغيير حقيقي على الأرض. 

الان تعود تلك الرؤية الى التفعيل و يبدو ان السعودية و (جماعتها) اقتنعوا (تكتيكيا) بفكرة تقاسم النفوذ و بدأوا عمليا بالسيطرة على المحافظات الجنوب عن طريق حليفهم المضمون و الحقيقي المجلس  الانتقالي الجنوبي   تحسبا لفوز الديمقراطيين في الانتخابات النصفية المقبلة و التي تحمل مؤشر  باستمرار الديمقراطيبن في الحكم الى عام 2028م. 

الرؤية "الاوبامية" لاقتسام النفوذ بين ايران و السعودية( و التي تعتبر حل وسط من وجهة نظرهم  و اثبات حسن النية الامريكية تجاه ايران للعودة للاتفاق النووي كما كانت كذلك لدفع ايران على التوقيع على الاتفاق 2015م ) تقتضي ان يسيطر طرف قوي موالٍ لايران في الشمال كما هو واقع الان..صار الان،  و طرف موالٍ للسعودية بالمقابل على المحافظات الجنوبية كما يفعل الانتقالي الان ، ثم تتم عملية حوارية بين الطرفين تخرج بكيان لسلطة رمزية اتحادية لا تملك أي صلاحيات غير انها تعطي انطباع بأن اليمن لازالت دولة واحدة من باب مراعاة لاصول و قواعد  النظام العالمي القائم. 

اقتراب موعد الانتخابات النصفية الامريكية هو التفسير المنطقي لتسارع الاحداث في شبوة و بقية محافظات الجنوب ، بحيث لو   فاز الحزب الديمقراطي تكون السعودية جاهزة في مناطق نفوذها و بالتالي  مستعدة للانخراط  في مسار تنفيذ رؤية اوباما ولو شكليا، اما اذا خسر الديمقراطيين فان السعودية لن تكون خاسرة شيئا بما حدث.

 تخلي ايران المفاجئ عن ربط موافقتها للعودة الى الاتفاق النووي  بتصديق  الاتفاق النووي من قبل البرلمان الامريكي بحيث لا يحق للرئيس الامريكي سواءا كان جمهوري او ديمقراطي التقرير بانتهاء الاتفاق كما فعل ترامب اعطى مؤشر الى امرين الاول قرب العودة للاتفاق و الثاني و هو الاهم بان الدولة العميقة الامريكية قد قررت استمرار الديمقراطيين في الحكم الى عام ٢٠٢٨م و هذا بحد ذاته ضمان لايران بان أي رئيس ديمقراطي لن ينسحب من الاتفاق خلال تلك الفترة - فمن غير المعقول ان تتم العودة الان للاتفاق النووي وبعد عامين يأتي رئيس جمهوري( ترامب او غيره ) يحتمل ان يلغي الاتفاق !!. 

هذه المؤشرات دفعت  السعودية و جماعته لتبني ما يحدث الان في المحافظات الجنوبية لضمان نصيبها في النفوذ ما دام "الاباميين" سيعودون بقوة لرسم تقاسم النفوذ و اعطاء ايران دور فاعل ومهم.
#الوفاق_نيوز
رؤية الديمقراطيين الامريكان للحل في اليمن كما طرحها اوباما و كيري لا تحمل فكرة  الانفصال قانونيا (وفقا للقانون اليمني و الدولي)  و هذا الامر له حسابات  كثيرة  ويعطي مساحة للمناورة و المزايدة  لكل الاطراف المحلية و الدولية ..(الحقيقية ان تلك الرؤية تحمل فكرة اسوء من الانفصال و تتمثل في تقرير تقاسم اليمن عمليا بين دولتين اقليميتين بإسم دولة واحدة وهذا وضع شاذ لم يحدث في دولة من دول  العالم من قبل و بالتالي فان فشل الرؤية امر محسوم). 

اذا نستطيع القول انه في حال فوز الديمقراطيين فان السعودية ستذهب معهم في حل تقاسم النفوذ مع المراهنة على الوقت لاثبات فشله .. و مراهنة السعودية هنا ليس من باب الحفاظ على الوحدة اليمنية او مصلحة اليمن انما لمصالح سعودية خالصة .. 
اما في حالة فوز الجمهوريين فهذا يعني اخراج ايران من المعادلو اليمنية و بالتالي فان  السعودية ستسعى لزيادة التفرد بالملف اليمني و ستحاول احتواء صنعاء بكل الطرق بعد ضمان  فك الارتباط بين صنعاء و طهران و سيكون للامريكان الجمهوريين و سلطنة عمان  دور فعال في هذا الأمر..


#الوفاق_نيوز